الذباب الإلكتروني

هيثم متولي يكتب :” الذباب الإلكتروني “وأمن الوطن والمواطن

الذباب الإلكتروني..مقدمة هامة

“الذباب الإكتروني ” مصطلح يتردد علي مسامعنا بين الحين والآخر وخاصة علي مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) ، و(تويتر) والمواقع الإخبارية والمنتديات الحوارية ،دون أن نعلم حقيقة هذا المصطلح ومدى خطورة تلك الآفة..،.. ربما حاول الكثيرون شرح المصطلح من منظورهم الخاص ومنهم من حاولوا صبغه بالحداثة رغم تحدثي عنه منذ سنوات وقد حذرت في السابق مراراً وتكراراً من تلك الحرب الجديدة التي لم تعد الغلبة فيها لفوهات المدافع ومنصات الصواريخ ، بل احتلال الدول وتدمير الشعوب عن طريق الحروب الرقمية الموجهة التي مازلنا نجهل أبعادها وحواريها وكهوفها، ليتحول جيل الحروب الجديدة إلي حرب منصات الكترونية و(كي بوردات) وتطبيقات ملغومة خبيثة، حرب بشرية خفية تدار من خلف شاشات الحواسيب ، حرب شرسة ماسونية ومخابراتية بامتياز ، هدفها تشويه الوعي وغسل العقول ونشر الفوضى والشائعات لهدم دول بعينها ..

ماهو الذباب الإلكتروني؟

الذباب الإلكتروني هو تجمعات بشرية علي شبكة الإنترنت تستخدم عدداً من التقنيات للنشر الإلكتروني الممنهج وغير الممنهج بشكل مكثف لتسليط الضوء علي قضية ما والإيحاء لمستخدمي مواقع الانترنت بحجم وقوة تلك القضية، وقد تكون لنشر إشاعة مغرضة أو لتزييف حقائق عن طريق التضليل والإيحاء المزيف بمعتقداتهم ، و قد تستخدمها جماعات إرهابية ؛ بغية نشر السموم وتغييب وعي الشباب بالأفكار الرجعية المتطرفة.

عادة ما تكون تلك المجموعات ممنهجة تربطها قيادة تقوم بتلقين تلك المجموعات عدداً من الأوامر وربما عدداً من الشائعات لنشرها علي منصة ما ك(تويتر او الفيس بوك) أو المنتديات الحوارية، باستخدام عدد من الأساليب المدفوعة الأجر أو المجانية؛ لسرعة النشر وضمان الوصول لأكبر فئة مستهدفة من الجمهور ، و هنا يكمن خطر تلك المجموعات التي لا تتورع عن نشر الشائعات والفتن وخلق حالة من الضبابية والمعارك المصطنعة وتحويل جوهر القضايا إلي باطل يراد به هدم السِلم الاجتماعي وتزييف الوعي.. إذاً، المصطلح لا يعبر عن قضية جديدة بقدر ماهو تغيير بالاسم، حيث يبقي التعريف واحداً و إن تعددت المسميات( لجان الكترونية ، ذباب الكتروني، …إلخ).

 

ذباب تنظيم الحمدين الإلكتروني

ظهر المصطلح بقوة إثر الأزمة القطرية الخليجية ، و قد شكلت قطر مجموعات كبيرة وضخت مئات الآلاف من الدولارات ؛ لنشر الأكاذيب علي منصات التواصل الاجتماعي ضد السعودية والإمارات والبحرين ومصر ، والظهور بمظهر المظلوم ، وكانت منصة (تويتر) خير شاهد علي (الهاشتاغات) المزيفة علي تويتر التي تم إدارتها برمجياً من خلال حسابات وهمية وقوائم مترابطة صُنعت خصيصاً و مُولت ؛ من أجل تغيير الرأي العام وتحسين وجهها القبيح أمام الملايين ، و هو ما لم تنجح فيه القيادة القطرية وبوقها الإعلامي “قناة الجزيرة ” رأس الأفعي ، رغم تصدرها بعض منشوراتها وهاشتغاتها “الترند ” عن طريق الحملات الممولة وعصابة ” من الذباب الإلكتروني المارق “.

.
كيف يعمل الذباب الإلكتروني؟؟

يعتمد الذباب الالكتروني بشكله الممنهج علي التعليمات التي تسند إليه ، و قد تتخذ تلك التعليمات عدة أشكال من منشورات اإلى هاشتاغات إلي فيديوهات مليونية ممولة إلى حسابات وقوائم وهمية تعتمد علي النشر التلقائي عبر برامج مخصصة ومصممة للنشر السريع المكثف والمتزامن ، مما يعطي صورة للقارئ أو مستخدم المواقع الإلكترونية بأهمية تلك القضية أو بصدق تلك الإشاعة، و قد تستخدم الصفحات المليونية الممولة والإعلانات للقيام أيضا بهذا الغرض؛من أجل الوصول بالمستهدف لأكبر شريحة من الجمهور ، ومحاولة التأثير على العقول بالإيهام والإيحاء عن طريق نشر الأكاذيب والضلالات، وهو ما يعد أمراً خطيراً يهدد سلم المجتمعات والأوطان.

خارجون عن القانون وعملاء :

مجموعات الذباب الإلكتروني الممنهجة هي مجموعات مجرمة، لا تقل إرهاباً وخسة عن القتلة المارقين ؛ نظراً للجريمة التي يقومون بها من خداع وكذب وتضليل للحقائق وعمالة واضحة للأجنبي.

مجموعات الذباب الإلكتروني غير الممنهجة هي تلك المجموعات التي تتكون عشوائياً وتتفق مع الفكر المعادي لتلك الجهات المشبوهة، فتقوم بالنشر ومشاركة تلك المنشورات المغرضة بغية التأثير بالباطل على الآخرين..

مجتمع الذباب الالكتروني مستنقع قذر تتلاقى خلاله المصالح المشبوهة للنيل من سيادة و أمن مجتمعاتنا العربية ، حرب شرسة لا تقل خطورة عن حروب الدبابات والصواريخ عابرة القارات ؛

الأمر الذي يتطلب إجهاض وكشف تلك البؤر وتطهيرها تطهيراً كاملاً عن طريق خطط احترافية و واعية ومدروسة..

الذباب الإلكتروني مصطلح مغلوط:

من الخطأ الكبير واللبس الواضح والمتعمد، تسمية الشرفاء الذين يقفون بالمرصاد لتلك الفئات الضالة والجهات المجرمة بـ “الذباب ” ، كما حاول النظام القطري وصف الثورة الإلكترونية للمواطنين السعوديين الشرفاء ضد تجاوزاتهم ومخططاتهم ودعمهم الواضح للإرهاب بـ ” الذباب الإلكتروني ” ، فرق واضح وشاسع لايقل عن الفارق بين الثري والثريا ،بين مأجورين وخونة ..عملاء لنظام صهيوأمريكي ،وشرفاء وطنيين يدافعون عن أوطانهم وقضاياهم بكل بسالة وصدق وصمود.

وهذا ما لم يرُق لتنظيم الحمدين فسارعوا بوصفهم بالذباب، و على رأي المثل المصري “ضربني وبكى

سبقني واشتكى” …..

ولنا لقاء في الجزء الثاني ” الذباب الإلكتروني…وتطهير المستنقع ”