الرئيس صدام حسين والعامل المصري
الرئيس صدام حسين والعامل المصري

واقعة “الرئيس صدام حسين “والعامل المصري” محمد عبد الهادي”

سلسلة حلقات …خادمة صدام حسين ..  والأسرار الكبري-

                                                 ..فصول من حياة زعيم عاش مجيداً ومات شهيداً

 كتبها وانفرد بروايتها :-  هيثم متولي حسين

 الحلقة الأولي :- قصةالرئيس صدام حسين  مع العامل المصري “محمد عبد الهادي

عراق الرئيس صدام حسين ..مقدمة لابد منها

      فتحت عراق الرافدين أبوابها أمام العمالة المصرية إبان حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين

فاجتذبت الطلاب والعمال و من كل الفئات ، لم يكن حينها تأشيرات ولا متاجرة بالبشر ولا كفالات ولا أي من هذه الأمور كما يحدث حالياً ..كانت العراق ـ بالنسبة للمصريين ـ بيتاً وسكناً و وطناً متسعاً للرزق.

     يحدثني أحد المحامين وهو صديق لوالدي ـ رحمه الله ـ قائلاً :  “كنت أذهب إلى العراق في فصل الصيف دون أي أوراق أو أي تأشيرات.. كنت أعمل خلال الإجازة الصيفية في العراق ، حيث فرص العمل متاحة للجميع و معي آلاف الطلبة و العمال المصريون .. و خلال تلك الفترة  كنا  نوفر مبلغاً كبيراً نشتري به الهدايا والملابس .. ثم نعود إلى مصر بعد انتهاء العطلة ومعنا مبلغ من الدولارات يكفينا طيلة مدة الدراسة .

      كانت فسحة رائعة ، وكان العراقيون شعباً مضيافاً و طيباً ؛ يكفيك أن تعلم أنني كنت ما ألبث أن أفكر في السفر حتى تجدني بعدها بأيام قلائل في بغداد …بغداد كانت بالنسبة لنا مثل “القاهرة” أو “المنصورة”.

 الرموز لا تموت

     لم أنس خلال فترة طفولتي  صور الرئيس العراقي صدام حسين وهي تزين بيتنا البسيط وبيوت الجيران

 

حيث كان لا يوجد خلال تلك الفترة بيت  مصري لا يعمل  أحد أبنائه في العراق ..كانت صور صدام

علي الحوائط  جنباً إلي جنب مع صور الرئيس الراحل “أنورالسادات”، والرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” ،لم يضع المصريون صور الزعيم الراحل صدام حسين نفاقاً ولا تملقاً ، داخل بيوتهم..بل وضعوها اعتزازاً وتقديراً وفخراً ووفاءً  لسيرة و مسيرة  هذا الرجل البطل.

 

لم ولن أنسى آلاف البيوت التي  ارتفعت أعمدتها بعد عودة أصحابها من العراق ..وهل ينسى التاريخ

سوى جاحد أو ناقم او مكابر أو شخص في قلبه مرض .

     لقد كان صدام وسيظل أسطورة عشقها المصريون غائباً ، حاضراً ، اسألوهم عن صدام ، لن تجدوا إلا  كلمات صادقة تخرج من القلب  ” رحمك الله يا صدام ، طيب الله ثراك يا صقر العرب “.

 واقعة الرئيس صدام حسين والعامل المصري محمد عبد الهادي

      تقول  محدثتي  ” أم الوفا ” في إحدى الليالي الشتوية  الممطرة : “وجدنا الرئيس صدام يهم عاجلاً بالخروج  لأمر ما بعد تلقيه مكالمة هاتفية ، ومعه حمايته الخاصة ومرافقه الأمين “عبد حمود” .. تعجبنا ما الذي يدفع الرئيس للخروج في هذا الجو الممطر البارد ، وخصوصاً أنه لم يكن ثمة أي مؤتمرات أو مواعيد،و لم يكن هناك أي ترتيبات لهذا الخروج الطارئ.. هذه هي عادة الرئيس.. لم نعر الأمر اهتماماً ظناً منا أنه ربما يكون هناك شيئ عاجل يستدعي خروجه في هذا الجو الممطر والبرد القارس .. حتى عرفنا القصة فيما بعد …الحكاية أن مواطناً مصرياً  يعمل بالعراق يدعى “محمد عبد الهادي”.. وقعت بينه وبين أحد التجار العراقيين مشادة  وعراك  قام علي إثرها المواطن العراقي بالاعتداء علي المواطن المصري وضربه ضرباً مبرحاً رافضاً إعطاءه أجره الذي تم الإنفاق عليه نظير عمله ..وقام بشتمه وتعنيفه ،و هدده بأنه لن يمكث في العراق بعد اليوم مدعياً أن لديه أقارب في “حزب البعث العراقي”…انصرف العامل المصري متأثرا بما حدث له ، ولم يكن في جيبه و لو فلس واحد ، إذ كان يعمل باليومية وقام بإرسال كل ما معه من نقود إلى أهله بمصر منذ أيام .

       ذهب العامل إلى غرفته متألماً  ومثقلاً بالهموم .. فأخبر أحد الإخوة العراقيين عن ما حدث معه تفصيلاً ، فتعاطف الجار العراقي معه ، وقام بتهدئته وطمأنته ، وأحضر ورقة وقلماً ، وكتب رسالة إلي الرئيس صدام حسين ، يشتكي فيها مما حدث والتهديد الذي تعرض له هذا العامل ، بعد كتابة الخطاب تردد العامل كثيراً في

إرسال الخطاب خوفاً من أي ملاحقات أمنية ودرءاً لأي أذى قد يتعرض له هذا العامل الأربعيني .. وأيضا لأنه لم يعتقد ـ ولو بنسبة واحد بالمائة ـ أن  تصل شكواه إلى الرئيس صدام حسين أو حتى إلي أي مسئول، ظناً منه أن رسالته ستلقى في أقرب سلة نفايات .. ولكنه بالنهاية ترابط جأشاً وقام في الصباح الباكر بإرسالها إلي رئاسة الجمهورية العراقية من خلال أحد مكاتب البريد ببغداد ، بصحبة الجار العراقي الطيب وعدد من المصريين من أقاربه .. كانت الأجواء شتوية والبرد قارساً ، والريح تعبث بالنوافذ  بكل قوة ؛ الأمر الذي أفزع  العامل ظنا منه أن الشرطة العراقية ستقوم بمداهمة منزله  لتجرُّئة علي  تقديم شكوى في التاجر العراقي أولاً ، ثم لتجرئة علي تقديم شكوى مباشرة إلي رئاسة الجمهورية ثانياً .

      تمر الساعة تلو الساعة  وإذ بالمواطن المصري محمد عبد الهادي ـ تحديداً في العاشرة ليلاً ـ  يهب فزعاً على صوت  باب غرفته يطرق بشدة ، حينها قال  عبد الهادي: “انتهى الأمر الآن وأصبحت يا عبد الهادي في خبر كان” .. قام مسرعاً على الفور بفتح الباب ، فإذا بعدد من رجال الشرطة والحرس الجمهوري  يقفون علي بابه .. أخبرهم عبد الهادي أنه لم يفعل أي شيئ  ،أقسم لهم  بالأحياء والأموات أنه مظلوم …فربتوا علي كتفه وأخبروه بضرورة ارتداء ملابسه سريعاً  حيث تنتظره  مقابلة مهمة  مع أحد المسئولين العراقيين .. بادروا بالتهدئة من روعه  وطمأنته وأخبروه أن حقه سيعود  كاملاً ، وهناك مسئول  سيقوم بمقابلته بعد نصف ساعة تقريباً  .. فاطمأن المواطن المصري بعض الشيئ وذهب في صحبة رجال الأمن  معززا مكرما لا يدري ما سيحدث له ، لكنه شعر بالطمأنينة بسبب تعاملهم الطيب وتهدئتهم له طيلة الطريق  ..ركب محمد عبد الهادي السيارة  التي  استغرقت  مسيرتها نصف الساعة تقريباً ، لا يعرف إلى أين هم ذاهبون به، وما المصير المجهول الذي  ينتظره … ظن أنه في أفضل الأحوال سيقابل أحد الظباط  أو مسئولي الأمن  ” المهمين” ، ..ولكنها كانت المفاجأة التي دوت فوق رأسه كالصاعقة ..مفأجاة جعلته يفقد توازنه للحظات من فرط الدهشة حتي انتابة ذهول لحظي  .. أيعقل أن يكون هذا هو الرئيس العراقي صدام حسين   بشحمه ولحمه  …ظن محمد عبد الهادي أنه  ما يراه أمامه هو حلم من الأحلام أو عرض من الأعراض  التي ألمت به بعد مشاجرة الأمس ..حتي وجد الرئيس العراقي أمامه بشحمه ولحمه .. نعم إنه صدام حسين المهيب الركن .. بكي حينها المواطن المصري ؛ الأمر الذي جعل الرئيس صدام حسين يربت علي كتفيه  ويهدئ من روعه محتضناً إياه بكل مشاعر الأبوة و الأخوة ، ثم أمر الرئيس صدام حسين أحد معاونيه بإحضار كوب من الليمون لتهدئته …وقال له نصاً  ” أنت في بلدك ولا تقلق نهائياً .. وحقك راح يرجعلك كاملاً مكملاً ، نحن لا نقبل أبدأ إهانة أي مواطن مصري أو عربي علي أرض العراق  أو التعدي علي حق من حقوقه .. وأمر رجال الأمن  فوراً بالقبض علي المواطن العراقي الذي تعدى علي المواطن المصري ، والقبض أيضاً علي  من هدد بهم هذا التاجر من رجال البعث أيا كان منصبهم .كما أكرم وفادته وأمر بتذليل كافة العقبات التي يواجهها وتوفير فرصة عمل للمواطن المصري تناسب سنه  وصرف له مبلغاً مالياً كبيراً ،  كما أمر بعلاجه بأرقى المستشفيات العراقية .. وقال  الرئيس صدام حسين  وبصوت عال للرفيق “عبد حمود ” : ” بلغوا  عني  للجميع هذا الكلام وعمموه  ” المصري أخو العراقي ، واللي يزعَّل مواطن مصري أو يعتدي عليه يزعل صدام حسين رأساً ” .. ينفذ فوراً يا عبد .

الرئيس صدام حسين..أيقونة جميلة في زمن العبث

      هذا هو صدام حسين الذي أحبه المصريون وعشقوه ومازالوا يخلدون ذكراه ويترحمون عليه ليلاً، نهاراً، سراً ، جهاراً .

 

      لم يكن صدام ديكتاتوراً كما يروج الغزاة والمستعمرون ، ولم يكن طائفياً مثل دعاة الفتنة وتجار الدين والمواقف ، بل كان زعيماً وقائداً شريفاً قومياً ، يؤمن برسالته تجاه وطنه وتجاه عروبته و دينه ــ رحم الله خالد الذكر ، الزعيم القائد صدام حسين المجيد ، وأسكنه فسيح جناته  مع الشهداء والصديقين .

 

 قصة الرئيس صدام حسين مع العامل المصري “محمد عبد الهادي”

 كتبها وانفرد بروايتها :-  هيثم متولي حسين

مذكرات خادمة صدام حسين

 

شاهد أيضاً :صور صدام حسين في مصر أثناء فترة شبابه ..(صور نادرة )

( فيديو ) د.مصطفى الفقي: الرئيس صدام حسين تبرع بـ22 مليون دولار لتمويل مكتبة الإسكندرية

    فيديو نادر للرئيس صدام حسين يشرح درساً للتلاميذ و يمازح معلم مصري

أقوال صدام حسين عن مصر – ماذا قال صدام حسين عن مصر ؟

فيديو -الحرب الخفية- سر علاقة الفنانة سعاد حسني بالرئيس صدام حسين