ديوان أنا المصري
ديوان أنا المصري

الشاعر منصور البغدادي…وقراءة في ديوان أنا المصري للشاعر هيثم متولي

الشاعر منصور البغدادي ..قراءة في ديوان أنا المصري

نحن أمام تجربة منفردة، وشاعر امتلك ادواته بل رقت قريحته ونضج تجربته، لكن الملاحظ من القراءة الأولي أن هذا الديوان كله عبارة عن حالة واحدة من البوح الشجي المهموم بهم واحد وهو الوطن، ومثل هذه الحالة قل ان تجدها إلا مع الشعراء الكبار ،حيث يصبح الشاعر قادرا على تطويع أدواته حتى تقول كل ما يريد.

 

جاء ديوان أنا المصري في القطع المتوسطة ،يحتوي علي ثمانية وعشرون قصيدة متنوعة في الوزن والموسيقي لكنها كلها في نسق واحد واتجاه واحد نحو إعلاء راية الوطن والدفاع عنه ، ذو  غلاف فني متميز وتحمل صورة الغلاف صورة لصبي يرتدي علم مصر ينظر الي الأفق علي امتداد بصره الي راية بلاده المرفوعة والمرفرفة عن يمينه جامع ويساره كنيسه أمامهم طائرة ودبابة بما يوحي بالترابط القوي صورة بلا شك معبرة بصدق عما جال داخل  شاعرنا الجميل وحاول في اكثر من موضوع ابرازه.

عنوان الي ديوان أنا المصري

والعنوان هو المفتاح الذهبي للولوج الي عالم الديوان ” أنا المصري ” يتحدث فيه الشاعر  ويفخر بكونه منتميا الي هذا البلد وهذا الوطن متغنياً بكل مافيه رافضا كل أنواع الشك والتضليل غير عابئ بكل من يسخرون منه لحبه الشديد للوطن بل علي العكس  هو الذي يسخر منهم محاولاَ التغني بأمجاد بلاده رافعا راية كلنا للوطن  كاشفا كل الأفكار الخانعة الملتوية والأصوات المهزوزة يحمل هم الوطن في وقت وقف فيه الكثيرون وأمتنع البعض بل هناك من سولت لهم أنفسهم وركبوا

موجة النقد الهادم للوطن مقتنعين انها بطولة منهم متعللين بستائر الحرية الزائفة غير واعين لما يحاك ضد الوطن  في دهاليز السياسة الدولية.

 

عوده الي ديوان أنا المصري

ليس جديدا أن أجد نفسي محاصرا بين كبار الشعراء من الأصوات الجميلة حيث أقرأ ديوان الشاعر هيثم متولي أنا المصري فالكبار وحهم هم الذين يستطيعون  كتابة  ” ديوان الحالة الواحدة ” بداية من ديوان سيد حجاب “الجنية”

يحكي الديوان كله حكاية واحدة عن الجنية التي تسير كل يوم ويسمع صوتها علي شاطئ البحر يخيف الصيادين وهي تبكي فقدان  حبيبها  كل الديوان حكاية واحده كما يحضرني ديوان الأبنودي ودواوينة العديدة التي مثلت حالات مختلفة وجعل لكل حالة ديوان  ( وجوه علي الشط )  (جوابات حراج القط)  ( أحمد اسماعين ) ( الموت علي الأسفلت ) بل ويحضرني أيضا شاعر مدينة دكرنس  الراحل أحمد الخضري وديوانه ( سبعة أقمار  ألي لارا )

لذا وجب التنويه أن الشاعر يستطيع الذي يستطيع أن  يتغنى في موضوع واحد  كل هذا  القدر فهو حكاء جيد وشاعر مقتدر.

في البداية يفتتح الشاعر ديوانه بقصيدة ( أنا المصري) ص 5 وهو عنوان الديوان أيضا نجد الشاعر متغنيا بأمجاد بلاده مفتخرا بها وكذلك قصيدة ( تعيشي بلادي )  ص  9 وقصيدة الجنود اللي ف بلدنا ص 12  الإعلام الوطني ص 16

استمع معي الي هذين البيتين

اللي يتاجر بهموم بلده           خاين بايع للأوهام

واللي يحكم ف الأسطورة     واللي يتاجر بالإسلام

واللي بيفضح ناس مستورة   واللي بخدم ع الخدام

الموسيقي منتظمة علي وزن بحر المتدارك فعل فعل فعل

دولا ودولا نفوس مكسورة     واهي أيام بتجيب أيام

وطنك باقي وكدر الصورة   مش سبوبة ولا وسام

الإعلام الوطني ضرورة   مش إعلان أو تدفع كام

وكذلك قصيدة العقرب ص 20 حيث  تجسد كل ملامح  الديوان ولعل أبرز ما فيها نهايتها ص 22

أنا المصلوب علي جدارك    وانا اللي منكوي بنارك

وانا المهموم  بأحزانك    وانا اللي مانسي تارك

من الخونة وتاجلا دين       بتبخس بيعته مقدارك

أنا المرسوم علي كفك   أنا اللي تحت أنظارك

أنا صوت الحديد حامي    وصوت فارسك ونجارك

انا نبض الوريد دامي    اذا احتجتيني أنا جارك

أجيلك رغم الآمي    وأصون عهدك وأسرارك

ولا يسعني إلا تهنئة الشاعر وتهنئة أنفسنا علي ديوان انتظرناه طويلا فجاء علي خير شكل  ومثل

الشاعر منصور البغدادي